* * *
استراتيجيّة حركة المقاومة الخضراء العميقة هي كما سبق وقلنا مؤلفة من جزئين: استراتيجيّة الحركة العلنيّة، واستراتيجية الحرب الإيكولوجية الحاسمة التي تساهم الحركة في نشرها وقد تتبناها مجموعات آندرغراوند قد تكون وقد لا تكون موجودة.
وبالتالي استراتيجيّة حركة المقاومة العميقة العلنيّة قائمة حصرياً على اللاعنف الاستراتيجي وبناء التحالفات. في العالم العربي نحن بحاجة لبذل جهود إضافية في نشر الوعي وإيقاف السياسات التدميريّة كون النموّ وما يرافقه من تدمير إيكولوجي وتمييز طبقي وجندري وديني لا يزال أيدولوجيّة مقدّسة بالنسبة للسلطات وقوى الأمر الواقع، وحتى بالنسبة للقوى اليسارية والتحرّرية المعارضة. يمكن تأطير العمل الاستراتيجي لحركة المقاومة الخضراء في العالم العربي بالحديث عن التكتيكات التالية:
– بناء الوعي: نشر الوعي حول البنية القمعيّة والتدميريّة للحضارة الصناعية وتأثيرها المميت على الحياة على الأرض وعلى الإنسان. الأدوات التي يمكن استعمالها هي أساليب النشر الالكتروني والورقي، المحاضرات والنقاشات العامة والشخصية، المعارض الفنية والمشاريع الإعلاميّة، حفلات العشاء والتجمعات والتظاهرات، واستخدام أدوات الاعتراض الثقافي مثل الغرافيتي والبوسترات…ألخ.
– بناء المؤسسات البديلة والنشاطات المجتمعيّة لإعادة العافية للأرض والمجتمع: هذه النشاطات تهدف لبناء مجتمعات محلّية مستدامة حافظة للحقوق البيئية والإنسانيّة بشكل مباشر، وبناء مؤسسات مجتمعيّة بديلة تساعد الناس على التكيّف مع عصر الانهيارات والانتقال إلى أسلوب حياة مستدام، عادل، ومتناغم مع الأرض ومخلوقاتها. الأدوات التي يمكن استعمالها هي ورش العمل والتدريب وبناء المهارات البيئية واليدوية، ومساندة الأفراد والمجتمعات في تحقيق عمليّة التحوّل في مسائل مثل الطاقة وانتاج الغذاء وتصميم المنازل وتخفيض الاستهلاك وإعادة العافية والتنوع البيولوجي للبيئة المحلية عبر إعادة التشجير وتأمين سلامة الأنهار والبحار والبيئة المحلية بشكل عام من التلوّث…ألخ.
– التحرّكات المباشرة: هي النشاطات التي تهدف للمقاومة المباشرة للتدمير الإيكولوجي والقمع والتمييز السياسي، الطبقي، الجندري، الديني أو الإثني…ألخ. الأدوات التي يمكن استعمالها هي المشاركة في الإضرابات، الاعتصامات، التظاهرات والمسيرات، حملات المقاطعة، الإشغال السلمي للمباني والمنشآت أو التعطيل السلمي المباشر للعمليّات التدميرية (مثل قطع الأشجار)…ألخ.
* * *